بالموازاة مع إعلان الديوان الملكي قيام الملك محمد السادس بزيارة رسمية إلى روسيا يوم 13 من الشهر الجاري، أعلن الكرملين الروسي بدوره أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي بالعاهل المغربي، لمناقشة العديد من الملفات الاقتصادية والتجارية.
وجاء في بلاغ الكرملين أن قائدي البلدين سيبحثان "القضايا الملحة للتعاون الروسي المغربي؛ والموضوع ذو الأولوية هو توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية، بما في ذلك في مجال الطاقة والتعاون الزراعي".
وأضاف البيان أن الجانبين سيتطرقان أيضا إلى "القضايا الدولية، مع التركيز على الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتسوية السورية".
وتعليقا على ذلك، أكد إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن "هذه الزيارة كانت مبرمجة منذ مدة، وتعكس رغبة المغرب في تنويع شركائه الدوليين الوازنين والمؤثرين في الساحة الدولية"، مضيفا: "أصبح معروفا حجم الإمكانيات التي تتوفر عليها روسيا، وعودتها بقوة إلى الساحة الدولية على عهد الرئيس بوتين، بعد ترتيب بيتها الداخلي"، حسب تعبيره.
وأورد الخبير المغربي أن "ما سيترتب عن تعزيز العلاقات بين البلدين يمكن أن يدعم الموقف المغربي في قضية الصحراء داخل مجلس الأمن، كما أن روسيا تعد سوقا مربحا بالنسبة للمغرب، خصوصا في قطاع الفلاحة وصناعة الأغذية"، مضيفا: "من الممكن أن تكون روسيا موردا للاستثمار بالنسبة للمغرب، لأنها ترغب في الانفتاح على القارة الإفريقية".
وشدد لكريني على أن "هناك اختلافا كبيرا بين العلاقات التي كانت تجمع الجزائر مع الاتحاد السوفياتي، بحكم الهاجس الإيديولوجي، وبين العلاقة بين روسيا الحالية والجزائر"، مضيفا: "روسيا حاليا تبحث عن مصالحها أكثر من التركيز على البعد الإيديولوجي، والسياسة الخارجية لموسكو أصبحت تنبني على عنصر المصلحة".
واعتبر المتحدث ذاته أنه "بالنظر إلى ما راكمه المغرب من إصلاحات سياسية ودستورية، بالإضافة إلى عنصر الاستقرار، أصبحت روسيا ترى في المملكة بوابة على القارة الإفريقية"، مضيفا أن "المنطق الذي سيدعم العلاقات بين البلدين هو المصالح المشتركة".
ولفت لكريني إلى أن "روسيا لم يصدر عنها خلال السنوات الماضية أي موقف يعادي المغرب في قضية الصحراء، وهذا يظهر حتى في قرارات مجلس الأمن"، مضيفا: "المغرب قام بالعديد من الإصلاحات التنموية في الصحراء، وهو ما يعزز موقفه".
ملف آخر سيكون حاضرا في اللقاء المرتقب، حسب لكريني، وهو التعاون الأمني، إذ إن المغرب "أبان عن احترافية عالية في مجال مكافحة الإرهاب، وروسيا تعلم أن الأخير بات ظاهرة عالمية، وليست هناك أي دولة بمنأى عنه".