أكد الكاتب والناقد والباحث الجزائري سعيد هادف٬ أمس السبت بالحسيمة٬ أن مشروعي الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي في الصحراء المغربية لا يشكلان فقط حلا لنزاع الصحراء٬ ولكن أيضا خطوة من شأنها إعادة تشكيل شامل للمنطقة المغاربية٬ والتوجه نحو اندماجها.
وأضاف الكاتب الجزائري٬ الذي كان يتحدث خلال ندوة دولية تحت عنوان : "المغرب الكبير٬ تنمية مشتركة من أجل مستقبل موحد"٬ أن هذه المشاريع التي أطلقها المغرب ستساهم في إعادة تأهيل الشأن الجهوي وتنمية البلاد٬ كما هو الحال في العديد من الدول الديمقراطية في العالم.
وتساءل الباحث في معرض تدخله حول "الجهوية والحكم الذاتي٬ حلول منصفة لقضية الصحراء"٬ عن "ما هي الأسباب التي تبقي الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة إلى اليوم٬ وما هي العلاقة القائمة بين قضية الصحراء وإغلاق الحدود"٬ مبرزا أن قضية "الصحراء ليست القضية الوحيدة التي تعيشها المنطقة".
وأضاف المتدخل أن الحدود البرية تشكل عقبة أمام تنقل المواطنين من كلا البلدين٬ وأيضا حاجزا بالنسبة لبلدان أخرى مثل تونس وليبيا٬ مضيفا أنه لا يوجد أي مبرر معقول لإغلاقها٬ وأن بعض الأطراف تسعى إلى منع أي وحدة أو تقارب بين دول المنطقة.
في نفس الاتجاه٬ دق رئيس الحزب الجمهوري المغاربي (تونس) محمد البوصيري بوعبدلي ناقوس الخطر٬ داعيا إلى تفكيك الحواجز الجمركية٬ وتعزيز حرية تنقل المواطنين والبضائع٬ من أجل تعزيز المبادلات الاقتصادية والعلمية والثقافية٬ مشيرا إلى أنه في عصر العولمة ليس أمام بلدان المنطقة خيار سوى الانخراط في السياق الجغرافي المغاربي.
وقال بوعبدلي إن اتحاد المغرب العربي هو حلم عزيز على شعوب المنطقة٬ لا يتعين تأجيله أكثر٬ مشيرا إلى أن السياق الحالي يحفز على إحياء هذا المشروع لمواجهة مشاكل الشغل٬ والفوارق الاجتماعية وخطر التطرف والإرهاب.