يخوض المغرب مجتمعا ودولة معارك سيادية على اكثر من مستوى وجبهة ، ولنعددها اجمالا :
1) معركة استكمال سيادته على كل ترابه وهذه معركة ممتدة الاطوار منذ الغاء اتفاقية الحماية الفرنسية ، من استرجاع المغرب الاوسط الى استعادة طنجة والشمال الى استرجاع اقليمي طرفاية وسيدي افني ثم الساقية الحمراء وواذي الذهب والتطلع لاسترجاع الثغرين وجزرهما ,,,
2) معركة السيادة الدبلوماسية والتي تعني حقه في اختيار شركاؤه وحلفاءه ومواقفه ايضا من القضايا الاقليمية والجهوية والدولية ,
3) معركة السيادة الاقتصادية ،والتي تعني حقه في اختيار شركاؤه الاقتصاديين ونوعية الشراكة التي تجمعه بهم كما حقه في اولوياته الاستثثمارية الخاصة قطاعية كانت او بنكية وجغرافيات توطينها بما يخدم مصالحه وقضاياه المصيرية ,
4) معركة السيادة الصحية ، والتي تعني شق طريقه الخاص بعيدا عن اية انتهازية دولية معممة في تدبير الجائحة وسبل مقاومتها وتوفير الاطر القانونية والمالية التضامنية في سبيل ذلك .
في كل هذه المعارك ، وهي بعض من كل ، واجه "توجها" اوروبيا يدعي ان سرعة تطوره اقليميا تخل بالتوازنات على مستوى الجهة الشمال افرقية وان هذا النزوع "التنموي" "الاستقلالي" يتوجب فرملته ، حفاظا على ماسمي ب"التوازن"، وهذا التوجه الاوروبي ليس بجديد ولا وليد "التقرير الالماني" الشهير بل يعود لبداية العشرية الاولى من القرن 21 ، وإن صار اكثر انكشافا ببروز "الثلاثي" الالماني- الفرنسي- الاسباني كرأس حربة ,
وهو يواجه ايضا ، "جار السوء" الذي ظل دوما يتطلع لتعويض زمنه الضائع بفعل اهدار الموارد والفرص التنموية تبديدا وسرقات ، وبفعل احتراباته الداخلية على راس "الطغمة العسكرية" الممسكة بقراره منذ استقلاله ، كما احتراباته خلال "العشرية السوداء" من خلال "استقطاعه" من زمن المغرب عبر حرب ظالمة بالجنوب ، ومضايقات استفزازية بالحدود ، وبروباغاندا محمومة بكل بقاع الارض مع مسعى رص احلاف فاشية تشبهه(كما حال الحلف الجزائري/الايراني) مستعينا ايضا ومستغلا لتوجهات "الثلاثي الاوروبي" السابق ذكره ,,,
كل ما اسلافناه مفهوم لو وضع كل في سياقه ومستساغ ، لان صراعات المصالح الدولية كما الاقليمية جزء من الوجود الدولي للامم ، وليست هناك من مصالح "خيرية" او تتحرك على "بياض" ,,
لكن ما لا يمكن تبريره ، او اغفال الانتباه عنه ، هو اختفاء كل دعاة "مقاومة التبعية" حين يحضر خطاب ومسار السيادة ، بما ينبئ ان خطابهم منافق خادع واستهلاكي وانه مجرد "خطاب أدواتي/وظيفي" لتبرير تطلعهم ل"السلطة" ولاشيئ غير السلطة مع ان "المخير فيهوم" لا يملك الكفاءة ولا الذربة ولا القدرة على "حكم زنقة" ,,
الاخطر ، ان بعضهم ، احيا "قوالب الفقيه البصري" في اللعب على كل الحبال (والتي قدم فيها اكباش فداء العشرات من خيرة ابناء المغرب لمقصلة الاعدام وغياهب السجون) بالسعي لرص جبهة لمواجهة الخط السيادي الوطني كامتداد للمحور الجزائري/ الايراني في الداخل الوطني ,,,
لكن لحسن الحظ ، وسوء طالع هذه الدوديات الزائدة في الساحة الوطنية ، ان المغاربة صاروا اكثر وعيا وادراكا بذاتهم الوطنية ، وان مصلحتهم في الخريطة الدولية اولى من مصلحة أي كان، كما صار لهم وعي حاد وحساسية بالغة بل وقدرات لتمييز اصدقاءهم من اعدائهم بما فيهم أعداء الداخل ,,
لذا ، ف"الفئران المتحورة" لن تؤول الا لمزيد من الانكشاف والعزلة ,,ورغم انها ستحاول "الازعاج" عبر الاعيب شتى بين الداخل والخارج لكنها بالنهاية ستنفضح وستعود لجحورها مهزومة أمام وعي وطني لا يفرط في حقوقه وحرياته ، لكنه غير مستعد لمقايضة وطنه"عمالة" في المزاد الدولي او الاقليمي ,,,تفاهمنا ولا نزيدو نشرحو ب"الخشيبات"؟
الأستاذ لحسن صبير