النظام الجزائري يعلن نجاحه في قطع الطريق امام مشروع الغاز المغرب-نيجيريا:

النظام الجزائري يعلن نجاحه في قطع الطريق امام مشروع الغاز المغرب-نيجيريا:

منذ تصريح وزير الطاقة النيجيري بأن نيجيريا مهتمة بالمشروع الجزائري العابر للصحراء، لتوفرها على البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز النيجري فورا لاوروبا. عمد الاعلام الجزائري الى تقديم الكثير من المغالطات للشعب الجزائري، ومنها ان نيجيريا بذلك تكون قد تخلت عن مشروع انبوب الغاز نيجيريا-المغرب وان مشروع الانبوب العابر للصحراء قد بدأ فعليا وسينتهي تنفيده في وقت قريب.. 
بداية، يعرف جميع المتتبعين للشأن الطاقي والمتابعين لاخبار المنطقة، بان الحجة التي قدمها الوزير النيجيري حول توفر الجزائر على بنية تحتية وخطوط نقل الى اوروبا هي حجة غير صحيحة. الانابيب التي تربط الجزائر بأوروبا كان عددها 3، وبعد تخليها عن انبوب ميدغاز المغاربي نهية اكتوبر 2021، لم تعد تتوفر الا على انبوبين فقط. احدها موجه لايطاليا وهو مستعمل في اقصى طاقته الحقيقية ويحتاج إلى تحديث. والثاني الموجه لاسبانيا الذي لا تتعدى طاقته 8 مليارات متر مكعب سنويا، والذي لم يعد كافيا للوفاء بالتزامات الجزائر الطاقية نحو الاسبان. ما اجبر الجزائر مؤخرا على تتميم عمليات نقل الغاز المتفق عليه في عقدها مع اسبانيا باستعمال السفن على شكل غاز مسال. اذن، اين هي هذه البنية التحتية واين هي هذه الخطوط الجاهزة لنقل الغاز النيجري لاوروبا فور وصوله؟ ما يشير الى ان هذه التصريحات هي مجرد فقاعات فارغة وذر للرماد في العيون لتهدئة الاجواء وطمأنة الراي العام الجزائري الداخلي ليس إلا.. ثم الا يحتاج المشروع النيجيري الجزائري العابر للصحراء الى دراسات جدوى وإلى اقناع مستثمرين لتمويله والى اشراك النيجر ووضع خطط لتأمين اراضيها المشتعلة، وهل ستسمح النيجر لقوات خارجية بدخول اراضيها؟ وهل ستسمح فرنسا بذلك؟ ثم الا يحتاج المشروع الى تأمين منطقة شمال نيجيريا أولا؟ المنطقة التي تعرف نشاطا ارهابيا كبيرا ونشاطا لعصابات ما يسمى ب"قطاع الطرق" الذين يهاجمون القرى فيقتلون وينهبون كما حدث في مارس الماضي..
من جهة ثانية، لا بد ان نشير الى أن المشروع الجزائري كان قد بدأ على الورق منذ ثمانينيات القرن الماضي، وقد فشلت الجزائر في تفعليه على الارض خلال اربعين سنة. ليس فقط بسبب عجزها عن التخطيط الاستراتيجي الطويل المدى، وليس فقط بسبب العقبات الأمنية الكبيرة التي تعترضه، ولكن ايضا لانها لا تريد دعم منافس لها للاستيلاء على السوق الاوروبي وتوصيل غازه الى بلدان اوروبا عبر اراضيها، ولان حليفها الروسي لا يسمح بالمنافسة ايضا. ثم ان النظام الجزائري متقلب المزاج وغير قار، وتوفير التمويل لمثل هذه المشاريع يحتاج استقرارا سياسيا بالبلد وسمعة حسنة في سوق الاقتصاد العالمي. وفي الجهة المقابلة، لا يقدم المغرب مشروعا متكاملا وطموحا على المستوى الربحي فقط، بل انه يقدم  لمنطقة غرب افريقيا فرصة حقيقية للاندماج الاقتصادي، وشراكة مدروسة لتحقيق التنمية في 13 دولة، ولا يهدف فقط إلى نقل وتوصيل الغاز الافريقي لاوروبا وبيعه لها لحل مشاكل اروبا الطاقية. الرؤية المغربية مختلفة، وخطوات تحقيق المغرب لهذا المشروع رصينة وهادئة وتسير بثبات، فبعد تأمين الموافقات المبدئية من الدول المشاركة سنة 2016ـ واجراء دراسات الجدوى في 2018 واستكمال الاتفاقيات التكميلية، تم مؤخرا الحصول على تمويل من اوبيك والبنك الاسلامي من اجل اجراء الدراسات الهندسية ودراسة الاثر البيئي والاجتماعي للمشروع.. لكل هذه الأسباب لا يمكن لمشروع الجزائر العابر للصحراء أن ينافس او يعوض المشروع المغرب-النيجيري العابر للاطلنطي.
0