افتتح السيد ناصر بوريطة، ونائب الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، السيد فلاديمير فورونكوف الذي شارك عبر تقنية الاتصال المرئي، اليوم الخميس بالرباط، مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا.
قد يبدو هذا الخبر عاديا لأول وهلة و قد يمر عليك مرور الكرام في زحمة الأخبار اليومية، لكنك إن تمهلت قليلا، و قمت بوضعه في سياقه الصحيح، سوف يتبين لك مشهد مختلف تماما عما تتوقعه، لنتابع معا ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية :
1️⃣ إجتماع التحالف الدولي ضد داعش في مراكش، حيث سلط المغرب الضوء على العلاقة الخفية بين الحركات الانفصالية و انتشار الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط و شمال و غرب إفريقيا، كما أصر على الربط بين امتدادات شبكات الجريمة المنظمة و تهريب المخدرات و الاتجار في البشر و الجماعات الإرهابية العاملة في منطقة الساحل بامتداد الصحراء الكبرى، و دور الدول المساندة للإرهاب في دعم و تمويل و تدريب و تسليح هذه الجماعات، و استخدامها في زرع الفوضى الأمنية و السياسية. ( الإنقلابات السياسية، انتشار شبكات تجارة السلاح، الميليشيات المسلحة).
بلغة أبسط، المغرب وضع الأوروبيين - تحديدا- أمام مسؤولياتهم الأمنية و السياسية في الوضع الحالي و استمراره مع ما يمثله من أخطار مباشرة على السلم و الأمن العالمي.
2️⃣ إنعقاد أشغال الاجتماع الوزاري الأول للدول الإفريقية الأطلسية و ختامه باعتماد إعلان الرباط.
رابط الإعلان المعتمد من الدول المشاركة على موقع وزارة الخارجية :
https://bit.ly/3xS0AWC
3️⃣ زيارات أمنية رفيعة المستوى للمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني السيد عبد اللطيف حموشي لعدة دول، شملت قطر و ألمانيا و إسبانيا.
4️⃣ آخر زيارة عمل قام بها السيد عبد اللطيف حموشي إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال يومي 13 و14 يونيو الجاري، وذلك على رأس وفد أمني ضم مدراء وأطر من المصالح المركزية للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. و قد عقد خلال هذه الزيارة جلسات عمل ومباحثات مع كل من السيدة أفريل هاينز - Avril Haines مديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية Director of National Intelligence (DNI)، ثم مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية C.I.A السيد ويليام جوزيف بيرنز - William Joseph Burns، ثم مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي F.B.I السيد كريستوفر رأي - Christopher A. WRAY، و قد تناولت هذه اللقاءات مختلف التهديدات الأمنية والمخاطر المستجدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما تمت مناقشة الآليات والسبل الكفيلة بمواجهة هذه المخاطر من منظور مشترك وجماعي قادر على تحقيق الأمن وإرساء الاستقرار الدوليين.
كما بحث السيد عبد اللطيف حموشي مع مسؤولي المصالح الاستخباراتية والأمنية الأمريكية مختلف التحديات الأمنية والتهديدات التي تطرحها الجماعات الإرهابية وشبكات الإجرام المنظم في العديد من مناطق العالم، بما فيها منطقة الساحل والصحراء والشرق الأوسط وأوروبا. وتم التطرق كذلك "للعمليات الافتراضية" المرتبطة بمكافحة الخطر الإرهابي والجريمة المنظمة، خصوصا في أشكالها السيبرانية وارتباطاتها العابرة للحدود الوطنية.
وتميزت هذه الزيارة كذلك ، يشير البلاغ، بتبادل الخبرات والتجارب وتقاسم المعلومات ذات الصلة بمكافحة التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة، كما تم التوافق كذلك على أهمية تنسيق الجهود المشتركة وتطوير آليات الرصد والمكافحة، بما يضمن التصدي الحازم لمختلف المخاطر والتهديدات المتنامية على الصعيد الدولي.
5️⃣ #مناورات_الأسد_الإفريقي هذه السنة تسمع أصوات قذائف مدفعيتها واضحة جلية على الجانب الآخر من الحدود عند العدو، و فوق رمال الصحراء المغربية، و بحضور إسرائيل كمراقب.
6️⃣ الرئيس النيجيري محمد بوهاري يخرج هذا الأسبوع في مقابلة صحفية مع وكالة Bloomberg لدعوة بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي إلى الاستثمار في مشروع خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب.
و أكد بوهاري أنه يتعين على بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي الاستثمار في مشروع الأنبوب المقرر أن ينقل الغاز النيجيري، أكبر احتياطي أفريقي، عبر المغرب إلى أوروبا، معربا عن أمله في أن يساعد المشروع حال اكتماله في حل أزمة إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وقال بوهاري “نحن بحاجة إلى شراكة طويلة الأمد، وليس إلى تناقضات وخلافات في سياسة الطاقة الخضراء لبريطانيا والاتحاد الأوروبي”.
7️⃣ احتضنت مدينة الداخلة، يومي 21 و22 يونيو الجاري، منتدى الأعمال المغرب - إسبانيا، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية، والنهوض باقتصاد الجهة، والتعريف بمؤهلاتها وفرصها الاستثمارية لدى رجال الأعمال الإسبان.
وأفاد بلاغ للمجلس الجهوي بأن هذا المنتدى، الذي ينظمه مجلس جهة الداخلة - وادي الذهب بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة، يهدف إلى تسليط الضوء على ما تزخر به الجهة من حيث فرص الاستثمار، كما يروم عقد لقاءات بين المقاولات والفاعلين المؤسساتيين لتسهيل الاستثمارات الأجنبية في الداخلة.
كل هذا الزخم السياسي و الأمني و الإقتصادي و الاستخباري و العسكري الذي تابعته، هو عنوان لمرحلة جديدة تماما. المملكة المغربية باتت اليوم هي من يحدد السياسات الأمنية بكل مستوياتهم و تشعباتها في المنطقة، على امتداد مساحة جغرافية ضخمة تبدأ من الشرق الأوسط و حوض البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى السواحل الغربية للقارة الإفريقية و سواحل أمريكا الجنوبية، و لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فزيارة مدير الأمن و المخابرات المغربية لكل من قطر و ألمانيا و إسبانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية في ختام جولته و لقاءه مع مدراء المجمع الاستخباراي الأمريكي كل على حدة، هو أمر ليس بالعادي بالمرة، في خضم الأحداث المتسارعة مؤخرا من حولنا، يظهر جليا أن الخريطة الأمنية و السياسية و الإقتصادية و الإستراتيجية على وجه التحديد في المنطقة تتغير كلية، و يتم وضع معالم جديدة لها، يتبوأ فيها المغرب مقعد الصدارة، و يحظى بثقة كل الدول الفاعلة كشريك قوي يطلع بكافة التزاماته و مسؤولياته تجاه الدول الأخرى، و كل من يريد المرور إلى إفريقيا اليوم، عليه أن يمر من البوابة الوحيدة في المنطقة، الرباط.
مهدي بوعبيد